الثلاثاء، 24 فبراير 2009


حالات الزواج المختلط في المجتمعات الخليجية ظاهرة لها انعكاساتها السلبية على مستقبل الأولاد ووضعهم الاجتماعي، بل وهناك حالات تجد فيها المواطنة نفسها محرومة من حقوقها الطبيعية التي تكون لها الجنسية إذا ما طلقها زوجها أو أصبحت أرملة، التعديلات الأخيرة التي أدخلها مجلس الشورى السعودي على قانون الجنسية سعت إلى معالجة بعض هذه الانعكاسات السلبية، الزميل بندر الرومي يلقي الضوء في التقرير التالي على حالة لم تستفد من تلك التعديلات، لنتابع التفاصيل.بندر الرومي: بعد سنوات طويلة ملّها الانتظار وفي ظل ترقب ما يزيد على مليون شخص جاء صدور اللائحة التنفيذية لنظام الجنسية السعودية ليفتح بوابة ضوء في عتمة الانتظار، بوابة الضوء هذه أشرقت بنورها على مئات الآلاف، لكن المرأة السعودية وتحديداً المتزوجة من أجنبي لم تجد لنفسها بصيصاً من نور في هذا النظام، 120 يوماً انتظرها الجميع بفارغ الصبر وهي المدة التي منحها مجلس الشورى لوزارة الداخلية لإصدار اللائحة التنفيذية لنظام الجنسية، لكن اللائحة المنتظرة التي شرعت للحصول على الجنسية السعودية وفق ضوابط وصفها البعض بالمعقدة عصفت بأحلام السعوديات المتزوجات من أجانب فلم يرد لهن ذكر أو يُشَر إليهن من قريب أو بعيد، ولا يمكن لأبنائهن اكتساب الجنسية السعودية إلا بعد ثمانية عشر عاماً إن هم فضّلوها على جنسية والدهم وهو ما كان معمولاً به سابقاً، كما لا يحل للأم السعودية إضافة أبنائها في جواز سفرها أو تولي أمرهم أمام الجهات المعنية في أي إجراء رسمي.روضة الجيزاني (إعلامية سعودية متزوجة من أجنبي): هناك العديد من المشاكل بالنسبة للزوج، أولها: عدم وجود إثبات بأنه متزوج بمعنى أنه لا يوجد إثبات أن هذه المرأة زوجته سوى في عقد الزواج، وهذا عقد الزواج طبعاً يحمل كثير من الخصوصية وصعب أن يتم دائماً إبرازه في مثلاً نقاط التفتيش في الدوائر الحكومية.بندر الرومي: ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية حول نسبة السعوديات المتزوجات من أجانب إلا أن المختصين يؤكدون تنامي هذا النوع من الزواج لأسباب عديدة لعل أبرزها ارتفاع نسبة العنوسة لتصل إلى مليون ونصف المليون سعودية يشكلن ثلث الفتيات في سن الزواج، إضافة إلى تراجع القيود المفروضة على الزواج من الأجانب على الصعيد الرسمي بيد أن الوضع الذي يعيشه الزوج يظل ذا أبعاد سلبية تنعكس على عائلته واستقراره، فكثير من الأزواج فضّل العودة إلى بلدانهم وأرغموا زوجاتهم على السفر بمعيتهم أو وقع أبغض الحلال.هتون الفارسي (كاتبة سعودية ناشطة في مجال حقوق المرأة): يعني لما تتخذ المرأة هذا القرار تتخذه وهي مدركة أنه في كثير من التبعات تتبع ذلك، تبعات سلبية من الناحية الاجتماعية تكلمنا عنها، لكن من الناحية القانونية بتحريمها تحريم أبنائها من الجنسية السعودية، زوجها أيضاً لا يستطيع أن يتمتع بالجنسية السعودية وهذا يترتب عليه حرمان من كثير من الامتيازات.بندر الرومي: النظام الذي كرّس معاناة قديمة جديدة استرعت انتباه الكثيرين فيه فقرة تنص على أنه يحق لمن ولد في السعودية لأم أجنبية وأب مجهول الحصول على الجنسية، بينما لا يزال وضع من وُلد لأم سعودية وأب معلوم معلقاً إلى حين رغم أنه سعودي الأم والمولد والمنشأ.وليد شيره (محامي): كأن النظام أراد يعني زي ما تقول فيها نوع من العقاب أنها تزوجت غير سعودي، يعني كالمرأة اللي خرجت من.. عن طاعة أبيها وأمها وتزوجت واحد شخص لا يرغبوا فيه فحرموها من الميراث، فأجد النظام أنه أولاً يعني لم يساوِ النظام بين الأجنبية المتزوجة بالسعودي والأجنبي المتزوج بالسعودية، هذه لا يوجد مساواة فيها.بندر الرومي: الغريب أن نظام الزواج الجديد أتاح للمرأة السعودية الزواج من الأجنبي بمجرد بلوغها سن الخامسة والعشرين دون قيد أو شرط، لكن العوائق التي تواجهها في مهبات تجعل ثمة تباين بين النظامين أشبه بقفزة في الفراغ يدفع ثمنها الأبناء أكثر من غيرهم.صوفيا ذات السبعة أعوام التي ولدت لأب عربي وأم سعودية تصر على أنها سعودية رغم دراستها في المدارس المخصصة للأجانب ورغم عدم قدرتها على السفر بمعية والدتها وكثرة ما تسمعه عن قضيتها الشائكة همساً بين والديها وجهراً بين أقاربها.صوفيا: أنا أحب السعودية وسعودية أنا، أحب جدتي وجدو وخالو وماما وتيتى.بندر الرومي: أما الأم فلا تزال تواصل سعيها الحثيث لتطبيق قرار صادر عن وزارة الداخلية لمنح زوجها الجنسية بعد سلسلة طويلة من المراجعات والتزكيات التي حصلت عليها من أعلام المجتمع ومسؤوليه، لكن معاملة التجنيس توقفت لأسباب خفية، جهد طويل ومضنٍ يعيش الآن حديث أدراج مجهولة لأسباب غير معلومة.روضة الجيزاني (إعلامية سعودية متزوجة من أجنبي): ومرت المعاملة في مراحلها الأولى ومراحلها حتى وصلت لمرحلة متقدمة وهي كانت نظامية لكن تفاجأنا بأنها نهاية حفظت حفظ الملف وحفظت في الأرشيف.بندر الرومي: السبب؟روضة الجيزاني (إعلامية سعودية متزوجة من أجنبي): لا أملك الإجابة، هذا السؤال بإمكانك تطرحه على المسؤولين في وزارة الداخلية، لماذا المعاملة لم تأخذ مجراها الطبيعي؟هتون الفارسي (كاتبة سعودية ناشطة في مجال حقوق المرأة): نظام الجنسيات الجديد الذي خرج علينا بعد أن مرّ بمجلس الشورى لم يراعِ حقوق المرأة السعودية، يعني نظر للقضية قضية التجنيس من ناحية حاجة سوق العمل لبعض التخصصات المهنية النادرة وترك نصف المجتمع أو الذي كثيراً منه يعني يعاني من مسألة تغييبه ومسألة عدم مراعاة حقوقه.روضة الجيزاني (إعلامية سعودية متزوجة من أجنبي): الخوف دائماً يتمحور في عملية الأمن الاجتماعي يعني لدينا خوف من المستقبل فيما يتعلق بهذه الطفلة ووجودها تحت مسمى أو تحت كفالة كفيل.بندر الرومي: على أن أصعب ما في الأمر أن الأطفال الذين لا يحق لهم اكتساب الجنسية السعودية إلا بعد ثمانية عشر عاماً يمكن أن يواجهوا مصيراً غامضاً ومظلماً في حال انتهاء زواج والديهما لأي سبب، سواء كان الطلاق أو الوفاة قبل بلوغهم السن القانونية ففي هذه الحالة يمكن أن تذهب سنون الانتظار ضحية كلمة طائشة أو قدر محتوم.لبرنامج محطات - بندر الرومي – العربية - الرياض.أنيس أبو العلا: أعزائي المشاهدين فاصل قصير نتابع بعده برنامجنا محطات، فابقوا معنا.

هناك تعليق واحد:

  1. انصفونا .. ضاعت حقوقنا5 مارس 2011 في 4:25 م

    ضاعت حقوقنا حقا ..
    ماذنب المرأة التي تزوجت من اكثر من 30 عاما من غير سعودي وهو من مواليد السعودية و لا يعرف سواها ولم يسافر أبدا خارجها .. من المفترض ان لا يقارن الاجنبي من خارج البلاد بمن هو مولود هنا ؟؟؟؟ ولم يسبق له ان خرج من البلد ..
    ماذنب الابناء الذين ترعروا هنا ولا يعرفون بلد غيره ..
    هم مواطنون حبا و إنتماء يحملون كل معاني الوطنية .
    ويعاملون معاملة الغرباء الى متى ؟
    ماذنب البنات جامعيون متفوقون بلا و ظيفة بلا ضمان ...الخ حتى المكرمة التي توقعنا ان يكون لنا نصيبا فيها .. لم يحسب أمرنا ..
    ارجوكم اعضاء مجلس الشورى أنظرونا في أمرنا جيدا أنصفونا نحن أبناء البلد وسنبقى ذلك للأبد ..
    حفظ الله خادم الحرمين و أطال في عمره أملنا بالله ثم به و أنا على يقين أنه سيساعدنا بإذن الله ولكن كيف نستطيع أن نصل إليه ..

    ردحذف